لقد ارتضى الله سبحانه للبشرية الإسلام دينا ، وجعله الدين الخاتم الذي لا يُقبل من أحدٍ سواه ، وكان من سمات هذا الدين قوامه على الأوامر والنواهي ، فهو يأمر بكل فضيلة ، وينهى عن كل رذيلة ، ومن هنا جاء هذا الحديث ؛ ليبين الموقف الصحيح تجاه هذه الأوامر والنواهي.
وسبب قوال النبى (صلى الله عليه وسلم) هذا الحدىث عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال "خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا) فقال رجل:
أكلُّ عام يا رسول الله؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لو قلت نعم لوجبت, ولما استطعتم) ثم قال (صلى الله عليه وسلم) (ذروني ما تركتكم ؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه).
فهذا الحديث مشابه للحديث الذى معنا وإن اختلفت الألفاظ.
ولا يُفهم من النهي عن كثرة السؤال ، ترك السؤال عما يحتاجه الانسان, بل المقصود منه النهي عن السؤال عما لا يحتاجه الإنسان مما يكون على وجه الغلو او التضيق على الانسان في اموره.
و قد كان الصحاية يسألون النبى (صلى الله عليه وسلم) في كل شئ, فكانت أسئلتهم على قسمين:
*القسم الأول: السؤال عما حدث لهم في أمر من أمورالدنيا او الدين, فمثل هذه الأسئلة مأمور بها شرعا, لأن الله تعالى قد امر عباده بسؤال اهل العلم.
*القسم الثانى: سؤالهم عما يتوقعون حصوله فعلآ, مثل سؤالهم عن الصلاة أيام الدجال ، عندما يكون اليوم كالسنة ، فأجابهم (صلى الله عليه وسلم) (أقدروا له قدره) أى احسبوا وقت كل صلاة وصلوها.
أما فيما يتعلق بالأوامر ، فلم نُكلف إلا بما نستطيع ، وما يدخل في حدود الطاقة ، فإذا عجز المكلّف عن أمرٍ ، جاءه الشرع بالتخفيف ، وهذا يدل على يسر الإسلام وسماحته.
والملاحظ هنا أن الشريعة قد شددت في جانب المنهيات أكثر من المأمورات ، فعلقت تنفيذ الأوامر على الاستطاعة ، بخلاف النهي, فحرّم الأسباب المؤدية إلى الوقوع في الحرام ،ومن باب أولى تحريم الحرام نفسه.
الخلاصة من الحديث ده: انك لا تكون متشدد في فعل الطاعات , لأ الأولى انك متعملش المحرمات و اعمل الطاعات على قد متقدر