عدد المساهمات : 9167 تاريخ التسجيل : 10/08/2010 العمر : 31
موضوع: السهم الأسود.. عز الدين يعقوب السبت 18 ديسمبر 2010, 3:28 pm
قد لا تعرف الأجيال الحالية من هو "عز الدين يعقوب" هذا النجم الذهبى الذى جمع ولأول مرة بين عضوية المنتخب القومى لكرة القدم ومنتخب ألعاب القوى، ثم اتجه للتحكيم وكان حكماً دولياً، ثم تفرغ للدكتوراه ليحصل عليها فى برامج الإعداد البدنى لكرة القدم.. هذا اللاعب الفذ نجم نادى الأوليمبى فى الستينات كان أسرع لاعب شهدته الملاعب المصرية.. والغريب أنه رغم كل هذا الإنجاز كان يلعب مبارياته بتعهد كتابى منه لأنه كان مصاباً بلغط فى القلب!!.. مما جعل منه معجزة متحركة فى الملاعب المصرية.. عز الدين يعقوب حصل على أحسن لاعب فى مصر عام 1966، وحصل على كأس الروح الرياضية نظراً لأخلاقه وحسن معاملته لزملاءه داخل الملعب وخارجه.. كما حصل على وسام الرياضة من الرئيس جمال عبد الناصر.. حاصل على أحسن رقم أفريقى فى الستينات فى الوثب الطويل.. كان بطل النادى الأوليمبى فى عصره الذهبى وبطل منتخب مصر والمنتخب العسكرى لسنوات طويلة..
هذا البطل المعجزة صاحب هذه الإنجازات الرائعة لمصر.. يقعد حالياً فى منزله فى حى الأزاريطة بالإسكندرية مصاباً بالشلل وبـ8 جلطات فى المخ.. وببعض التشنجات الصراعية.. لا يجد من يسأل عنه.. أو يهتم به.. يعانى من إهمال غريب من كل المسئولين عن الرياضة فى مصر.. بداية من ناديه "الأوليمبى" الذى أفنى حياته من أجله.. ومروراً بالشباب والرياضة ثم اتحاد الكرة.. ولا يوجد أى أحد يمكنه الإجابة .. لماذا هذا الإهمال لنجوم مصر القدامى الذين أفنوا حياتهم من أجل مصر.. فى وقت لم يكن هناك عقود احتراف بالملايين.. فى وقت كان اللعب داخل المستطيل الأخضر من أجل حب النادى ثم حب الوطن.. ألا يستحق عز الدين يعقوب الذى لا يأخذ سوى 140 جنيه فقط من الشباب والرياضة أن يجد من يرعاه.. ألا يستحق أن يكون علاجه الذى يتكلف 1800 جنيه فى الشهر على نفقة الدولة.. كل هذه التساؤلات وجهتها لى زوجته السيدة نادية محمد زكى عند ذهابى للكابتن عز الدين يعقوب لأجرى معه حوارى والذى لم أستطع أن أكمله بسبب سوء حالته الصحية وإشفاقاً عليه من المجهود فى الحديث.. تقول نادية محمد زكى الزوجة المخلصة التى وقفت وما زالت بجوار زوجها وأخذت الأم المثالية من النادى الأوليمبى.. تقول نعانى من الإهمال.. لا يوجد أحد يسأل عن عز.. الكل نسى عز ونسى إنجازاته.. ورغم ذلك فعز ما زال يعيش فى الماضى الجميل.. ويتمنى أن يموت داخل النادى الذى يعشقه والذى لا يعترف بفضله أو إنجازاته.. والوحيد الذى كان يسأل عليه دائماً كابتن البورى رحمه الله.. وحالياً الكابتن أبو رجيلة كابتن نادى الزمالك وهو الوحيد الدائم السؤال عن عز واستطاع أن يحصل له على إقامة بالسعودية لمدة أربع شهور مع أبننا الوحيد المهندس حسام عز الدين يعقوب، والذى اشتهر ببليه الصغير حيث كان يلعب الكرة ولكنه أصيب مبكراً وخرج من الملاعب وله صورة شهيرة مع بيليه نجم الكرة البرازيلى واشتهر بعدها ببليه الصغير. وتضيف الزوجه قائلة أننى لا أستجدى من أحد ولا أحب أن أعرض عز لأى إهانة من أجل المال، ولكن عز لا يستحق هذا الإهمال المادى والمعنوى من الجميع.. فمنذ 9 سنوات وعز مصاب بالشلل ثم زاد المرض بعد تعرضه لجلطات فى المخ وتشنجات حتى أن الفص الأيمن بالمخ انتهى تماماًَ.. ولا اعتراض على إرادة الله.. ولكن يحزننى هذا التجاهل الغريب.. وما يسعدنى ويسعده فعلاً أن الناس بالشارع ما زالت تعرفه وتتجمع حوله عندما ينزل الشارع.. وهو شئ يسعده كثيراً.. والغريب أن الكابتن عز رغم عدم تركيزه بسبب مرضه لكن بمجرد الحديث عن الرياضة والكرة ترجع له ذاكرته ويتحدث ويدلى برأيه فوراً ويشير على الصور ويذكر لى أسماء اللاعبين داخل الصورة.. وعندما سألته عن رأيه فى الكرة زمان والآن.. ضحك وقال الآن أفضل بكثير.. فالإمكانيات أكثر والتخطيط، فلم يكن لدينا فى جيلنا كل هذه الإمكانيات. وحول رأيه فى نادى الأوليمبى وهبوطه الدائم وعدم ثبات مستواه.. سكت حزينا وقال الأوليمبى يحتاج إلى رعاية أكثر وأموال لكى يصمد داخل مسابقة الدورى الممتاز أما التحكيم فيرى أن التحكيم زمان كان أفضل على عكس الكرة لأن التحكيم الآن مستواه ضعيف ولا توجد كفاءات مثلما كانت فى الماضى. طلبت من الكابتن عز أن يحكى لى حكايته مع فريد الأطرش وقصة صداقتهما.. ضحك وصمت فترة يتذكر ثم قال –وكانت زوجته تساعده فى التذكر- قابلت فريد الأطرش بلندن حيث أمر عبد الحكيم عامر قائد القوات المسلحة وقتها بعلاجى من القلب فى لندن، وهناك قابلته فى المستشفى حيث كان يعالج هو أيضاًَ وكان يعرفنى جيداً.. وطلب منى أن أنتقل من الأوليمبى للزمالك النادى الذى يشجعه، فرفضت طبعا فعرض على ألف جنيه حتى انتقل للزمالك ووقتها كان مبلغا هائلاً.. فرفضت وقلت له لن أترك الأوليمبى مهما حدث.. بل طلبت منه ضاحكاً أن يشجع الأوليمبى بدلا من الزمالك.. فضحك وكان سعيد بانتمائى وكابتن عز الدين يعقوب والذى ولد فى 1944 بدأ حياته بنادى الاتحاد السكندرى ثم انضم للأوليمبى ولفت الأنظار على الفور وحصد النجومية فى وقت قليل، وقاد الأوليبمى للفوز بأول دورى يخرج من القاهرة، وكان بطلاً لمصر فى الوثب الطويل والعالى وسباقات السرعة ورشح للعب أوليمبياً أكثر من مرة، وأطلق عليه "السهم الأسود" وبعد فترة من الإطلاع على الصور والحديث عن الذكريات طلبت من كابتن عز أن يحكى لى حكاية إصابته فى القلب وإصراره على الاستمرار فى ملاعب الكرة وألعاب القوى رغم إصابته فردت زوجته على الفور قائلة إن عز لم يكن مصاباً كما قيل وإلا لما استمر فى الملاعب طوال هذه الفترة، مضيفة أن الطبيب فى لندن عندما كشف على عز صرخ وقال حرام عليكم اشراك هذا اللاعب في أي نوع من أنواع الرياضة.. لأن قلبه غير سليم بالمرة.. وكانت مفاجأة كالقنبلة.. فعزالدين يعقوب كان أسرع لاعب في مصر وافريقيا سواء في بطولات ألعاب القوي أو في ملعب الكرة.. وكانت كل الكشوف الطبية المختلفة من رسم قلب أو أشعة أو جهاز التليفزيون..تؤكد أن هناك ما يسمي "لغط في القلب"!! وقال الأطباء وقتها أنه معرض لسكتة قلبية في أية لحظة، فابتعد يعقوب عن الملاعب فترة قصيرة جدا.. ولأنه كان منفعلا متوترا متحمسا للعب.. عاد إلي محبوبته الكرة.. بل واشترك في مسابقات ألعاب القوي وفى سباق الـ200 متر الذى يعتبره خبراء ألعاب القوي "السباق المميت" لأن اللاعب يبذل فيه جهدا خارق للعادة.. لانه كما يقولون "انه سباق طلقة الرصاص"!! والغريب أن زملاء عزالدين يعقوب كانوا يخرجون من السباق يلهثون ويرتمون علي الأرض أو علي أي عدا عز الدين الذي كان يخرج من السباق فائزا.. ومبتسما. وتكمل زوجة يعقوب قائلة وتمر الأيام ويجيء خبير قلب عالمي كزائر في مستشفي المعادي ويعرض النادي الأولمبي عز الدين يعقوب عليه.. فاذا بالطبيب الأجنبي يقرر أن الدقة الزائدة فى قلب يعقوب تعطي صاحبها حيوية ونشاطا أكثر من القلب العادي.. ولا يوجد خطر منها، ويستمر عزالدين يعقوب في تفوقه الرياضي سواء في ملاعب الكرة أو مضمار العدو.. حتي اعتزل..
الرئيسية 
المنشورات 
اليوم في 5:53 pm من طرف 
