هناك على ضفاف بحر يافا .. في قلب تل أبيب!
ترتفع في إباء مئذنة المسجد المعماري الإسلامي والعربي الوحيد الذي بقي في تلك المدينة بعدما أبادها اليهود عن بكرة أبيها..
مسجد حسن بك في قلب تل أبيب..
وحسن بك هذا .. هو الحاكم العثماني الذي كان يحكم القدس حين تم بناء المسجد في أواخر عام 1916..
المسجد مفتوح للصلاة .. ويقصده المصلون الفلسطنيون من كل أرجاء الداخل المحتل..
تحظر سلطات الاحتلال رفع الأذان فيه .. حتي لا يرتفع نداء التكبير في قلب تل أبيب..
لا تظن أن بقاء المسجد شامخا إرادة صهيونية.. فالحقيقة أن العرب المسلمين في الداخل يعتبرون ذلك المسجد يضاهي المسجد الأقصي ذاته.. فهو الأثر الأخير الباقي الذي يحفظ لهم أحقية تلك الأرض التي أباد اليهود معالمها..
وأكثر من مرة .. وخصوصا بعد النكبة .. تعرض المسجد إلى اعتداءات ومحاولات رسمية لهدمه بحجة التطوير..
كان أخطرها في العام 1981 .. لكن فلسطينيي يافا هبوا هبة أنقذته من يد التخريب والتدمير .. وقد تم ترميم ما تصدع من أجزائه بفضل أهالي المدينة وعموم فلسطينيي 1948..
ثم تعرض المسجد للقذف بالحجارة وتحطيم نوافذه الزجاجية عام 2000، وهي عملية تتكرر بين الفترة والأخرى، ما دفع بعض المسلمين من المدينة للإقامة به على مدار الساعة كمرابطين..
أبرز الاعتداءات على هذا المسجد كانت في شهر يونيو 2001 .. حين قام مئات من المتطرفين اليهود بإحاطته من كل الجهات، ورشقه بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما أدى إلى إصابة العشرات من المصلين المسلمين بجروح..
ثم انتهك مجموعة من المتطرفين اليهود حرمة المسجد في ديسمبر 2004، وألقوا عليه زجاجات حارقة، تسببت بإحراق المسجد كاملا وغصابة العشرات داخله من المرابطين..
ومن الاعتداءات الاستفزازية، أيضا، قيام رجل وزوجته بطرح رأس خنزير مع كتابات عنصرية في باحته في أغسطس 2005.
ثم تعرض مسجد حسن بك عام 2007 لاعتداء جديد باقتحامه من قبل متطرف يهودي ومحاولة إحراقه، لكن حراس المسجد الذين ينامون فيه تمكنوا في اللحظة الأخيرة من إلقاء القبض على المعتدي وهو يسكب البنزين في جنباته تمهيدا لإشعال النار فيه بعدما أقدم على تحطيم كاميرات الحراسة..
ثم وفي عام 2008 اقتحم متطرفون يهود جانبا من مسجد حسن بك، وخربوا محتوياته وحطموا قوارير الورد التي تزين المسجد وساحاته المزينة.
احفظوا هذا التاريخ جيدا..
فلن تشاهدوه في التلفاز!