لودڤج فان بيتهوفن، يعتبره الكثيرين أعظم موسيقار على الإطلاق، من الأشياء المعروفة عنه أن حاسة السمع عنده بدأت في التدهور التدريجي منذ سن مبكر وشبه فقد سمعه تمامًا في أواخر العشرينات من عمره وفقده تمامًا في الأربعينات، فكيف إذن استمر في العمل وإنتاج المقطوعات بشكل متدفق وسخي بعد فقدانه للسمع، بل أن الغالبية الساحقة من أعظم أعماله وأكثرها سماعًا أنتجها بعد مرحلة فقدانه للسمع؟
.
عن طريق حيلة عبقرية جدًا أبتدعها للتغلب على إعاقته وهي إيصال أحد أطراف انبوبة/قضيب معدنية للبيانو ويعض على الطَرَف الآخر بأسنانه وبالتالي "يسمع" عن طريق عِظامه، لأن العظام قادرة على حمل الصوت أو ذبذباته بنفس الطريقة التي تحمله بها الأذن (شيء يسمى bone conduction أو الحمل/توصيل عظمي) صحيح أنك لا تسمع الصوت كاملًا أو كما تسمعه تقليديًا بهذه الطريقة (إلا بمساعدة تقنيات حديثة لم تكن موجودة وقت بيتهوفن) ولكن من الإهتزازات العظمية يمكنك أن تستنتج فكرة جيدة جدًا عن ماهية الصوت الناتج وخاصة إذا كنت مصنوع من الموسيقى وولدت لتصنعها وتحمل قدر وفير جدًا من الخبرة بها مثل بيتهوفن.
.
في الحقيقة أن الbone conduction هو أكبر سبب في الغرابة التي تشعر بها أثناء سماع صوتك في التسجيل، لأن الصوت الخارج منك يمر على عظام الجمجمة السميكة والسوائل الموجودة في الدماغ وبالتالي تسمعه عميق جدًا بينما بالنسبة للمتلقي فصوتك لا يمر إلى على الهواء الموجود بينك وبين المتلقي فقط وبالتالي يبدو أعلى (أو أرفع) كثيرًا مما تسمعه انت.