بحث وزير الخارجية المصرى محمد عمرو ونظيره الاثيوبى سبل دفع العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز المشاورات والتنسيق السياسي بين مصر وأثيوبيا مشيرا الى أن البلدين احرزتا بالفعل تقدما على مسار العلاقات الثنائية خلال الاشهر الماضية.
وقال عمرو أنه تحدث مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي هيلمريام ديسالينانه حول اللجنة الثلاثية للنظر في القضايا الفنية الخاصة بمشروع سد النهضة الاثيوبي ، لوضع نموذجا لما يمكن نصل اليه فيما يتعلق بالمشروعات الزراعية ومشروعات المياه والطاقة الكهرومائية, مشيرا إلى أن "هذا السد يهدف بشكل أساسي الى توليد الطاقة الكهربائية "
وأضاف عمرو في مؤتمر صحفي مشترك مع ديسالين عقده الاثنين عقب توقيع الجانبين اتفاقا لاقامة آلية دورية للتشاور السياسي بين البلدين تجتمع كل ستة أشهر بأديس أبابا انه ناقش أيضا القضايا الاقليمية المهمة ذات الاهتمام المشترك وعلى سبيل المثال قضايا شمال وجنوب السودان قائلا "اطلعنا الوزير ديسالين على جهود بلاده من أجل جمع الطرفين معا وكما قلنا في بداية مناقشاتنا, فاننا نضع مصالح الشمال والجنوب في اعتبارنا وليس لدينا دوافع اخرى سوى جمع الطرفين معا ليس فقط من اجل مصلحتهما ولكن أيضا من أجل مصلحة دول الجوار".
وقال وزيرالخارجية أن "دور القطاع الخاص في البلدين مشجع للغاية ونقوم بانشاء منطقتين صناعيتين مصريتين في اثيوبيا وسيتم افتتاح عشرات المصانع ..وهناك خلال الزيارة الحالية مجموعة من رجال الأعمال المصريين يلتقون بالوزراء والمسؤولين المعنيين الاثيوبيين في المجالات المعنية".
وشدد عمرو على أن "اقتصاد بلدينا تكامليا وليس تنافسيا ولدينا اشياء يمكن ان تفيد شعبينا ولدينا اشياء تفيدهما ولديهما أشياء تفيدنا وهذا هو اساس التعاون ولن يكون هناك فائز وخاسر ولكن الفائدة للجميع".
وقال إن "حجم التجارة البينية في القارة يقل عن 10 في المئة من اجمالي تجارة القارة وهذا يعني ان هناك 90 في المئة من حجم التجارة مع دول خارج القارة, وهذا الامر قد يعود الى العقلية الاستعمارية حيث كان المستعمرون يعملون على ربط اقتصاد دول القارة باقتصادياتهم ولذا يتعين أن نعزز من التجارة البينية من خلال تحسن البنية التحتية مثل النقل والاتصالات".
وأضاف عمرو أن "مجموعة من رجال الاعمال المصريين تحدثوا معي عن خبرتهم في القارة وقالوا ان تكلفة نقل البضائع في بعض الاحيان تتخطى قيمة السلع نفسها ولذا يتعين تأسيس شركات للشحن للتعامل مع هذا الامر وخاصة التعامل مع التجارة البينية الافريقية" مشيرا الى انه في بعض الاحيان يتعين على اناس الذهاب الى دولة افريقية عبر أوروبا وأتمنى أن تقدم مصر وإثيوبيا مثالا على تعزيز التجارة البينية".
وحول اخفاق القمة الافريقية في انتخاب رئيس للمفوضية قال وزيرالخارجية محمد عمروفى المؤتمر الصحفى إن "الانتخابات فيها الفائز والمهزوم, ولاننا لم نتمكن من انتخاب رئيس للمفوضية اليوم, فقد تم تأجيل هذا الامر الى القمة الافريقية القادمة حتى يعطوا انفسهم مزيدا من الوقت .
ومن جانبه اشار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي هيلمريام ديسالين ان "المستثمرين المصريين يمكنهم دخول الاسواق الاثيوبية بمنتهى السهولة وان هناك مجالات عديدة للتنمية تربط بيننا جميعا وعلينا ان نستمر على هذا المنوال".
واكد فى المؤتمر الصحفى أهمية استكمال المفاوضات بين شمال وجنوب السودان بطريقة سلمية وأهمية العمل بين الجانبين في مرحلة ما بعد الاستقلال, واشار الى انه ناقش مع وزير الخارجية عمرو أيضا "قضية الصومال من أجل تنسيق جهودنا هناك وأن اثيوبيا ومصر تهتمان بقضية الصومال من خلال دعم عملية المساعدة الانسانية وايصال الخدمات الاساسية والانسانية".
وقال ديسالين ان هناك تحسنا كبيرا فيما يتعلق بالوضع الامني في الصومال وأن الجماعات المتطرفة بدأت تتوارى في الصومال وتتراجع تاركة خلفها معداتها وميليشياتها العسكرية وهذا يوضح أن حركة الشباب في تراجع ويتعين استغلال هذه الفرصة لامداد الشعب الصومالي بالخدمات الانسانية وان الاطراف المعنية في الصومال والخارج تنسيق جهودها في هذا الشأن وأضاف أن مصر واثيوبيا ستعملان معا على الصعيد الدولي, حيث ستساعدنا هذه المشاورات في دعم علاقاتنا من اجل مستقبل بلدينا.
وحول التنافس بين الجابون وجنوب افريقيا واخفاق قمة الاتحاد الافريقي في الاتفاق على مرشح لشغل منصب رئيس المفوضية واحتمالات تأثيره على القارة قال ديسالين ان "هذه انتخابات وليست تعيين ولذا قد تكون هناك تباينات في وجهات النظر.