كشفت منظمة العفو الدولية عن تعرض المحتجزين بسوريا لـ31 أسلوبا للتعذيب تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للنظام والمعروفة باسم "الشبيحة"، ودعت المنظمة فى تقريرها الأربعاء المجتمع الدولي الى القبول بمبدأ المسؤولية المشتركة التي تُملي عليه القيام بالتحقيق فى الجرائم ضد الإنسانية ومقاضاة مرتكبيها في إطار المحاكم الوطنية؛ شريطة أن يتم ذلك عبر محاكمات عادلة ودون اللجوء إلى إيقاع عقوبة الإعدام بمن تثبت إدانتهم، على أن تشكل فرق تحقيق ومقاضاة دولية لتعزيز فرص إلقاء القبض على مرتكبي الجرائم.
وقال التقرير إن المحتجزين يتعرضون لتعذيب يتخذ شكلا منهجيًا؛ حيث إن العديد من الضحايا أفادوا بأن عملية الضرب المبرح تبدأ لحظة إلقاء القبض على الشخص وخاصة باستخدام العصي وأعقاب البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك المجدولة؛ وذلك لدى وصول المعتقلين أيضا إلى مراكز الاعتقال لتصبح ممارسة ترحيبية يُتعارف عليها بعبارة "حفلة استقبال".
ولفت التقرير إلى أنه غالبا ما يجري تجريد القادمين الجدد من ملابسهم ليُتركوا مدة ما يقرب من 24 ساعة في العراء وهم لا يرتدون شيئا سوى ملابسهم الداخلية فقط، غير أن الشهادات والإفادات التي حصلت عليها منظمة العفو الدولية توحي بأن المحتجزين يتعرضون لأكبر المخاطر خلال مرحلة الاستجواب تحديدا.
وروى العديد من الناجين تجربتهم التي مروا بها خلال تعذيبهم بأسلوب ما يُعرف "بالدولاب"؛ حيث يُجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة وتعليقه أو رفعه إلى الأعلى في أغلب الأحيان مع استمرار تعرضه للضرب وبخاصة باستخدام الأسلاك الثخينة (الكابلات) أو العصي، فضلا عن استخدام أحد أساليب التعذيب المعروفة باسم "الشبح"؛ حيث يتم تعليق الضحية بخطاف أو مقبض باب أو إطاره أو من خلال رفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض..!
وأشار التقرير إلى أن استخدام التعذيب بالصعق الكهربائي قد أصبح واسع الانتشار خلال عمليات الاستجواب، فضلا عن ثلاثة أساليب أخرى هى غمر الضحية أو أرضية الزنزانة بالماء، ومن ثم تمرير شحنة تيار كهربائي في الماء المسكوب لصعق الضحية..
وثانيها "الكرسي الكهربائي" حيث يتم وصل أقطاب كهربائية بجسم الضحية؛ وثالثها استخدام قضبان كهربائية مدببة الرأس (المهماز الكهربائي).