أكد د. إبراهيم البيومي غانم، الخبير السياسي بالمركز القومي للبحوث
الاجتماعية والجنائية، على أن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران والصين بداية
لرسم سياسة مصر الخارجية وتأكيد التوجه الجديد نحو الشرق، مشيرا إلى سعي
القيادة المصرية الجديدة إلى إزالة التوتر مع الدول الكبرى التي تحيط
بالعالم العربي (إيران – تركيا – إثيوبيا).
وذكر البيومي في تصريحات صحفية لــ"بوابة الحرية والعدالة" أن حضور الرئيس
مرسي لقمة دول عدم الانحياز بطهران له دلالات كثيرة، من أهمها تأكيد مصر
على تحرير قرارها السياسي من الضغوط التي كان تمارس عليها في عهد النظام
البائد والتي جعلت من مصر دولة تابعة لأوروبا وأمريكا.
وأضاف أن القيادة المصرية الجديدة الآن تعمل على إعادة رسم دور مصر بعيدا عن الضغوط التي كانت تحد من دورها في المنطقة.
ولفت إلى أن مرسي يسعى إلى التوجه نحو الشرق باعتباره العمق الحضاري
والإستراتيجي لمصر وبه مصادر القوة وآفاق رحبة من التعاون، مما يجعل موقف
مصر قويا أمام الغرب وأمريكا.
وأشاد البيومي بوعي الرئيس مرسي بأهمية ومكانة الدول الكبرى التي تحيط
بمصر والعالم العربي وهي من الشمال تركيا، والشرق إيران، والجنوب إثيوبيا.
ولفت إلى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك تسبب في توتر العلاقات مع الدول
الثلاثة رغم أهميتها بالنسبة لمصر ورغم محاولة تركيا الحفاظ على إقامة
علاقات جيدة مع مصر.
وشدد الخبير السياسي على أنه ينبغي أن ترتكز أسس العلاقات بين مصر وهذه
الدول في المقام الأول على مراعاة الأمن القومي المصري والامن القومي
العربي.
وعن منظمة دول عد الانحياز التي تتسلم مصر رئاستها في قمة طهران القادمة،
قال البيومي إن المنظمة أصبحت جسد بلا روح وشبح بلا مضمون، بعد سقوط
الاتحاد السوفيتي، لافتا إلى أن النزعة الاستقلالية في المنظمة انتهت بعد
توقف الاستقطاب بين الكتل الشرقية والغربية.
وتوقع البيومي أنه بعد تسلم مصر قيادة المنظمة من إيران في 30 أغسطس
القادم، أن تتولد روح جديدة في المنظمة ودفعة جديدة في دورها، مستمدة من
روح الربيع العربي وسعى القيادة المصرية لتتحرر من الإملاءات الخارجية.