أكد
الناشط السياسي الدكتور عمرو حمزاوي أهمية اليوم العالمي للديمقراطية الذي
بدأت الأمم المتحدة الاحتفال به في عام 1977، بإطلاق وثيقة تحمل 21 نقطة
تضم مكونات ومعانى الديمقراطية، مشيرا إلى أن مصر وقعت على هذه الوثيقة
العالمية قبل التحول الحقيقي الذي دخلت مصر فية عقب اندلاع ثورة 25 يناير.
وأضاف
حمزاوي -خلال احتفالية اليوم الدولي للديمقراطية التي نظمتها مكتبة
الإيداع بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع نموذج محاكاة الأمم المتحدة
بالإسكندرية الاحد- أن مصر تحتفل أيضا بأول انتخابات ديمقراطية، حرة،
ونزيهة، جاءت لأول مرة في التاريخ برئيس مدني منتخب له شرعية، مشددا على أن
قواعد الديمقراطية تقتضي احترام شرعية الرئيس المنتخب بغض النظر عن
الاتفاق أو الاختلاف مع مشروعه السياسي.
وأوضح حمزاوي أن الديمقراطية
هي نظام لإدارة الحكم يهدف لتحقيق صالح المواطنين، كما أنها تعتبر نظام
الحكم الأفضل، مشيرا إلى أن حرية الرأي والتعبير والفكر والإبداع أحد
الأعمدة الرئيسية للديمقراطية.
وأعرب في هذا الإطار عن حزنه الشديد
لما تعرضت له أكشاك الكتب بالنبي دانيال بالإسكندرية ضمن حملات الإزالة،
مبينا أن هذه الأكشاك تعد جزءا أساسيا من تراث الإسكندرية،، كما أنها تقدم
خدمة يتوق لها الجميع.
وطالب حمزاوي سلطات المحافظة بجبر الضرر
وتعويض أصحاب المكتبات، مشددا على أن مشكلة أكشاك الباعة الجائلين تحتاج
علاج تنموي حقيقي وليس علاج أمني.
وأوضح أن أهم مكونات الديمقراطية
هي الانتخابات النزيهة والدورية، مبينا أنها الوسيلة الوحيدة القادرة على
تحديد اختيارات المواطنين، وشدد على أهمية احترام نتائج الانتخابات
النزيهة، وأنه لا يمكن أبدا الدعوة لثورة لإسقاط حاكم له شرعية ديمقراطية.
وأشار
إلى أن الانتخابات النزيهة لها بعض الشروط، منها الشفافية الكاملة، والفصل
بين موضوع التنافس في السياسة والرأي في أمور أخرى تتجاوز السياسة.
وقال
حمزاوي إنه لا يجب توظيف الدين في السياسة، مبينا أن دور العبادة للمسلمين
والمسيحيين توظف في الدعوة السياسية، مشدداعلى أهمية أن تكون أجهزة الدولة
التنفيذية والإدارية مستقلة سياسيا ولا يغلب عليها لون سياسيي أو حزبي
معين، مشيرا إلى أنه يوجد بوادر لفرض لون حزبي واحد على أجهزة الدولة.
وقال
إن المجتمع عليه أن يسعى لأن يكون صندوق الانتخابات نزيه ودوري للوصول
لتداول السلطة، حتى لا تستمر السلطة في يد فصيل سياسي واحد، بحيث يأتي
الصندوق في كل عملية انتخابية بأغلبية تختلف عن التي سبقتها لتحقيق هذا
التداول.
وشدد على أنه يجب الوصول لصندوق انتخابات أكثر تنافسية
لتحقيق تداول السلطة، مبينا أن تلك المسئولية تقع على عاتق الأحزاب
الموجودة خارج أحزاب الإسلام السياسي، والتعلم من أخطاء العامين الماضيين،
كالتفتت، وغياب العمل المنظم على الأرض، والاعتماد على الإعلام كصورة وحيدة
للتعامل مع الناس.
وأضاف أن المعارضة يجب ألا تكتفي برفض السياسات
والقرارات، بل يجب أن تقدم بدائل حقيقية يمكن الاستفادة منها على الأرض،
وأن تستعد للحظة تداول السلطة.
وعن سيادة القانون وتكافؤ الفرص، أكد
أن الدستور يعد الوثيقة القانونية الأساسية، مشددا على أهمية الاهتمام
بالدستور الجديد وقيام المؤسسات بحملات توعية لمناقشة النص الدستوري
القادم.
ومن جانبة قال الدكتور يحيى حليم زكي، رئيس القطاع الأكاديمي
والثقافي بمكتبة الإسكندرية، ان المكتبة حرصت على الاحتفال باليوم العالمي
للديمقراطية، والذي تحتفل به الأمم المتحدة يوم 15 سبتمبر من كل عام لرفع
الوعي العام بأهمية الديمقراطية، مشيرا إلى أن شعار اليوم الدولي
للديمقراطية لهذا العام هو "التربية الديمقراطية".
وبدورة قال أحمد
حجاج، مدير مكتبة الإيداع بمكتبة الإسكندرية، إن مكتبة الإيداع تمثل جسر
بين المجتمع المصري وبين الهيئات والمنظمات العالمية كالأمم المتحدة
والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، وشدد على الحاجة إلى إرساء قواعد التربية
الديمقراطية لفهم الآخر وخدمة الوطن في هذه المرحلة من تاريخه.
جدير
بالذكر أن الاحتفال يأتي في إطار الجهود التي تبذلها مكتبة الإيداع بمكتبة
الإسكندرية لرفع مستوى الوعي بقضايا التنمية المختلفة، ويشارك في الاحتفال
عدد من منظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية باعتبارهم يؤدون دورا
رئيسيا في نشر الوعي الديمقراطي.
ويهدف احتفال مكتبة الإيداع باليوم
الدولي للديمقراطية إلى التعريف بالديمقراطية كمفهوم وكهدف، وإلى نشر الوعي
العام بضرورة قيام كل مواطن بواجباته المدنية في التصويت الانتخابي
والمشاركة السياسية والعمل الجاد للمساعدة في عملية التنمية.