الإنترنت أسرع مئات المرات باستخدام الجرافين المطور

تحسين خصائص مادة الجرافين، ليصبح وسيلة ذى خصائص فائقة لنقل الكهرباء والبيانات والإشارات الضوئية

تمكن كل من البروفيسور أندرى جيم، والدكتور كوستيا نوفوسيلوف، الحائزين على جائزة نوبل، من ابتكار طريقة جديدة لتحسين خصائص مادة الجرافين، ليصبح وسيلة ذى خصائص فائقة لنقل الكهرباء والبيانات والإشارات الضوئية، بما يفسح المجال لتكوين شبكات إنترنت أسرع مئات المرات، حسبما ذكرت الدراسة.
ويتصف الجرافين بأنه المادة الأقل سمكاً فى العالم، مما يجعله يمتص كمية قليلة جداً من الضوء، لا تتجاوز 3%، فى حين يتعرض 97% من الطاقة للفقد، لذا فكر الباحثون فى دمج مادة ما معه للتغلب على مشكلة فقد الطاقة وقلة السُمك.
وقام الباحثون بدمج جزيئات من المعدن فى طور النانو، مع مادة الجرافين، حيث قاموا بوضع اثنين من الأسلاك المعدنية على مسافة قريبة جدا من بعضهما، وتم تثبتيهم أعلى قطعة الجرافين، ثم قاموا بعد ذلك بتسليط الضوء عليها، لتعمل كخلية شمسية بسيطة.

ونجح الباحثون فى تحقيق المعادلة الصعبة، حيث تمكنوا باستخدام الجرافين المطور فى إنتاج كهرباء 20 ضعفا أكثر من الجرافين العادى، ودون أن تتأثر سرعة النقل بأى درجة.

وتوقعت الدراسة أن يصبح الجرافين هو الجيل الثانى لصناعة الإلكترونيات فى العالم بدلاً من السيلكون، نظراً لما يتميز به الجرافين من مرونة عالية، بالإضافة إلى السرعة والحركة العالية للإلكترونات بداخله.

وتم اكتشاف مادة الجرافين فى عام 2004، بواسطة مجموعة من العلماء بجامعة مانشستر، وهو عبارة عن ذرات كربون، مرتَّبة على هيئة أشكال سداسية محكمة، وهو يعد أنحف مادة فى العالم، ويتميز بقدرته التوصيلية العالية، وهو أقوى 200 مرة من الفولاذ.

وقد أجريت تلك الدراسة بالتعاون بين جامعة مانشستر، وجامعة كامبردج بإنجلترا، ونشرت بدورية " Nature Communications"وهى إحدى دوريات مجلة "ناتشر" الشهيرة واسعة الانتشار.