ليل نهار لا يكف بائعو الوهم عن أيهام الناس بأن استبدال كلمة المشير بكلمة الرئيس هي الحل الجذري لعودة الهدوء وانتشار الرخاء والدخول في عصر الازدهار والنماء
وأغفل هؤلاء أن استبدال كلمة المشير بكلمة الرئيس لن تأتى بجيد على الأرض فكلمة المشير هي ذاتها الحقيقة الفعلية لجميع صلاحيات كلمة الرئيس
فالمشير يمارس صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان سواء اعترفوا بهذا او لم يعترفوا وهذا الواقع ليس فقط منذ 30\6 \2013 بل ازعم انه هو السلطة الفعلية على الأرض في مصر منذ 18\فبراير 2011
وان كل ما يحدث على ارض البلاد لابد وان يكون للقائد الأعلى رأى أو قرار فيه ولا يستطيع احد اتخاذ قرار دون موافقته هذه هي الحقيقة لمن يريد إن يخفيها أو يجهلها حتى فيما اتخذه مرسى من بعض القرارات كانت بايعاذ من المشير أو دفع إليها أو وافق عليها أو ساهم في النقاش حولها أو تدخل فيها بطريقة أو بأخرى كل هذا كان قبل 30 \6 فما بالنا مما يحدث بعد 30\6 فاننى ازعم إن جميع ما يتخذ من قرارات أو خطط على جميع الأصعدة فالسيد المشير الكلمة العليا فيه
إذن فما هو الجديد الذي سيضاف إلى المشهد بتغيير كلمة المشير بكلمة الرئيس
حقيقة الأمر إن الواقع يقول انه لا جديد على الأرض فلم يكن في يوم من الأيام تغيير الألقاب هو الحل بل تأتى الحلول بفكرة او مشروع يؤمن بها الجميع ويساهم في تنفيذها الجميع في جو يسوده الرضا والقناعة والحب والانضباط والعدل
الحل لمشكلة بلدنا هو حلا وحيدا وهو التوافق ثم التوافق ثم التوافق
قد تستطيع إن تحكم الناس بالحديد والنار ولكن لن تستطيع الاستمرار أو الإنتاج أو توفير الأمن والأمان والرضا والسعادة فهذه الأشياء كلها تتطلب شئ واحد هو الاقتناع والإقناع والرضا بين الجميع ليس بقوة السلاح ولا ترهيب الناس بالسجون ولا بقتل متظاهرين او اعتقال مفكريين بل الحل هو استيعاب الجميع على قاعدة توافقية ليس فيها غالب ومغلوب او فارس ومهزوم او جاذب وطارد فالجميع ابناء هذه السيدة المريضة والتركة التى تركها لكم المرحوم ثقيلة كلها هموم والنزاع يذيد منها ولا يجد لها حلا غير ان تتنازلو من عليائكم ويجلس الطويل بجوار القصير على الارض