قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [ الأنبياء: 107].
كان صل الله عليه وسلم رحمة في الدين والدنيا، أمَّا في الدين: فلأنه بُعث والناس في جاهلية وضلالة، فدعاهم إلى الحق، وبيَّن لهم الأحكام، وميَّز الحلال من الحرام.
وأمَّا في الدنيا: فلأنهم تخلصّوا ببعثته من الذل والهوان، فالرسالة المحمدية رحمة للبشرية، وما تزال هذه الرحمة وارفة لمن يريد أن يستظل بها.
وعنصر الرحمة يظهر في رسالته صل الله عليه وآله وسلم في مبدأ التوحيد الذي ينقذ الناس من الضلال وأثقال الوثنية والوهم والخرافة، فلا تنحني الرؤوس إلا لله الواحد القهار.
وحتى الكفار رُحموا ببعثته صل الله عليه وسلم؛ حيث أخَّر الله عقوبتهم، فلم يستأصلهم بالعذاب، كالخسف والمسخ والغرق كما حدث للأمم السابقة، إكراماً له عليه الصلاة والسلام:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ [الأنفال: 33].
روى الترمذي بسند حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء)).