الجزء الاخير من محمد على
تحجيم محمد على باشا
محمد على بالإمكانيات اللى حققها عن طريق توسعاته العسكريه و اقتصاده القوى و تحديث التعليم فى مصر بقى ليه امبراطوريه واضحه المعالم. وده سبب اشكال للاوروبيين كمان من الناحيه الاقتصاديه حيث انه بقى بينافسهم فى تصريف المنتجات فى الوقت اللى هما فيه محتاجه اسواق خارجيه لبيع منتجاتهم اللى زادت بالثوره الصناعيه ، و بقى هدف الاوروبيين المهم هو ان محمد على يفتح السوق المصريه لتصريف المنتجات الاوروبيه. فى اغسطس 1838 عمل الاوروبيين اتفاقيه تسمح بفتح السوق المصريه لكن محمد على رفض الاتفاقيه ، فادوله سنه مهله لكن فضل قافل السوق ، فعملو عليه حصار اقتصادى لكن برضه ماجابش نتيجه ، فطلبو منه انه مايستعملش العمله العثمانيه فماهمهوش و ضرب فلوس فى مصر. و فى مايو 1838 محمد على استدعى قناصل اوروبا فى قصر راس التين فى اسكندريه و بلغهم انه ناوى يستقل عن الدوله العثمانيه. الحكومات الاوروبيه حست بخطورة الموضوع اللى ممكن يغير موازين القوه فعملو اجتماعات كتيره فى العواصم الاوروبيه لحط خطط لتحجيمه. وزير خارجية بريطانيا " لورد بالمرستون " شاف ان استقلال محمد على عن الدوله العثمانيه حايتبعه قيام حركات استقلاليه فى الشام و بغداد ممكن توصل لإنهيار الدوله العثمانيه و بالتالى ممتلكات بريطانيا فى الهند حاتبقى فى مهب الريح و ان روسيا طوالى حاتزحف فى اتجاه الجنوب و حاتقوم حرب كبيره فى أوروبا. بالنسبه للعثمانيين استقلال محمد على بحكم مصر كان مسألة حياه أو موت.
فى صيف 1839 عدا الجيش العثمانى نهر الفرات فى شمال سوريا بقيادة حافظ باشا و اصطدم بالجيش المصرى بقيادة ابراهيم باشا فى معركة نزيب ، و انتصر ابراهيم باشا و دمر الجبش العثمانى للمره التانيه. قبل اخبار هزيمة العثمانليه فى معركة نزيب ماتوصل الاستانه اتوفى السلطان محمود التانى. ادميرال الاسطول التركى اخد اسطوله على اسكندريه و سلمه بالكامل لمحمد على و بقى الموضوع كارثى بالنسبه للأتراك و بطبيعة الحال للقوى الاوروبيه اللى كانت خايفه من اختلال موازين القوه، فبعد ما خلصو من نابوليون بونابرت طلع لهم محمد على. محمد على اتفاوض مع الاتراك على اساس انه يحتفظ بالشام و ينسحب من اراضيهم فى الاناضول و الاتراك فى الظروف دى كانو مبدئياً موافقين على الاقتراح ده لكن الاوروبيين رفضو الكلام ده و بلغو الاتراك انهم مايتفاوضوش مع محمد على من غير وساطتهم. بريطانيا و فرنسا و روسيا اللى عمرهم ماكانو على وفاق مع بعض اتحدو ضد محمد على و اتفقو على ضربه. الاوروبيين حركو اساطيلهم و حاصرو السواحل المصريه و الشام ونزلت قوات انجليزيه و نمساويه فى الشام بغرض تخويف محمد على مش للإشتباك بجيشه ، فغرض الاوروبيين كان احتواء محمد على مش تدميره. من الوقت ده مطلب محمد على الاساسى بقى الاستقلال بمصر و ضم السودان و الشام و الجزيره العربيه لملكه.
هدم الهرم الأكبر و نهاية محمد علىمن الأفكار الغريبه اللى جت فى دماغ محمد على و هو عنده 77 سنه انه يهد الهرم الأكبر فى الجيزه عشان يستعمل حجارته فى بنا القناطر الخيريه. لكن اكتشف ان فراعنة مصر كانو اكبر من انه يهد اعظم اثارهم و اعجوبتهم الكبرى اللى وقف تحتها اعظم ملوك و اباطرة العالم عبر التاريخ. إكتشف محمد على انه مش فى قدرته هد الهرم و ان اسهل له و اوفر له انه يجيب الحجاره بالسخره من محاجر جبال طرا و المعصره و المقطم.
انتهى حلم محمد على التوسعى بتحالف دول اوروبا ضده لصالح تركيا و ارغموه على انه ينسحب من الأماكن اللى استولى عليها فى اسيا فى مقابل انهم ضمنو له من السلطان العثمانى ان مصر تكون ليه و لولاده من بعده عن طريق فرمانين ادهومله فى 13 فبراير 1841 ، فقنع بكده اكمن ماكانش فيه قدامه غير كده. طوالى قفل معظم المدارس و المصانع اللى كان فتحهم لخدمة احتياجاته العسكريه و زار السودان المنطقه اللى اتبقتله بره مصر. و لما اخترعت اوروبا المراكب البخاريه و السكه الحديد اشترى لنفسه مركب بخارى كان بيسافر بيها فى النيل لكن لما حاول ينتفع بالسكه الحديد و هى اختراع انجليزى عارضته فرنسا فخاف منها و ساب المشروع. بعدين دعاه السلطان العثمانى لزيارة الاستانه عشان يهديه وسام الصداره العظمى فسافر تركيا و بعد ما زار الاستانه راح على كافالا المدينه الصغيره اللى اتولد و قضى فيها طفولته واستقبلوه اهلها استقبال كبير و بعدها رجع على مصر و عيى فنصحوه الدكاتره بإنه يروح يغير جو فى مالطا فراح ومعاه ارتين بك يوسفيان ، لكن تغيير الجو ماجابش نتيجه و رجع مصر عيان اكتر و بيعانى كمان من ذهول عقلى. فى الظروف دى ابنه ابراهيم باشا مسك الولايه و سافر على الاستانه عشان السلطان يسلمه مصر رسمى لكن بعد مارجع بكام يوم اتوفى فمسك الولايه عباس حلمى الأول اللى بيعتبر من اسواء حكام مصر على مر التاريخ. محمد على فى الفتره دى كان منزوى عن العالم و هو ذاهل و مش دريان باللى بيحصل حواليه فكان بيقضى وقته مابين سراية راس التين فى اسكندريه و قصره فى شبرا فى القاهره.
فى صيف 1849 محمد على ساب القاهره لأخر مره فى حياته و راح على اسكندريه و هناك اتوفى فى سراية راس التين فى 2 اغسطس 1849 بعد ما اتولى حكم مصر لحوالى 48 سنه. اتحط جثمان محمد على فى وسط صاله واسعه فى القصر و استقبل اصغر ولاده محمد سعيد باشا المعزيين من القناصل و الأكابر و بعدها اتنقل جثمانه للقاهره و اتدفن فى الجامع الرخامى اللى بناه فى حرم قلعة الجبل.