الجعران أو "الجعل" هو خنفساء الروث ولونها أسود بلون الفحم، وأطلق عليها قدماء المصريين أسم "خبرا Kheprer".
وعندما بدأ ظهور الكتابة، استخدمت صورته لكتابة كلمة معقدة هي الفعل " خبر Khepr" = بما معناه "يأتي إلى الوجود باتخاذ صورة معينة".
ولما كان الجعران وثيق الصلة بفكرة الخلق تلقائياً، عن طريق التشابة اللغوي، اعتقد أهل هليوبوليس أنه يمثل الرب الخالق _الذي أوجد نفسة بنفسة_ خبري، أي الشمس المشرقة.
ومن بين الصور الغريبة المحفوظة في وادي الملوك بالأقصر، خنفساء ضخمة سوداء تخرج من الرمل تسحب كرة متوهجة.
ويفسر المؤرخ بلوطارخ كل هذا، دون ابتعاد، على ما يبدو عن التفسير المصري، فيقول: "أما عن خنفساء الجعران، فالمعتقد أنه ليس لها إناث، وكل الجعارين ذكور. فتضع بذرتها في حبة من مادة تجعلها على هيئة كرة وتجرها وراءها وهي تدفعها بأرجلها الخلفية، محاكية بفعلها هذا مسير الشمس من الشرق إلى الغرب".
الجعران: كان رمزا لشمس الصباح، إذ لاحظ المصريون انه يخرج من الأرض في الصباح الباكر مع شروق الشمس وهو يدحرج كرة من الروث تضم بيضه على مدى اليوم، فاذا ما غربت الشمس اختفى في الأرض مرة أخرى.
وقد عقد الفراعنة صلة بين فعل الجعران بالكرة وبين قرص الشمس في السماء، وبذلك ذهب الظن الى انه يجسد الشمس في الصباح فصار رمزا للفأل الحسن والخصوبة، والحيوية وكان يصنع من حجر أزرق أو قيشاني.
استُعملت الجعارين المصرية في الأغراض العامة، فكانت أختاماً (كالأختام الأسطوانية وأزرار الأختام التي على صورة الحيوانات، والخواتم الذهبية الضخمة).
وإذا وُضعت فصاً لخاتم أو عقد أمكن أن تختم بها سدادات الأواني، والخطابات، والمزاليج، ضد عبث اللصوص، وكانوا يحملونها كتمائم واقية رخيصة، إذ خبأت هذه الحشرة في نفسها قوة تجديد حياتها باستمرار.
ويتراوح طول الجعارين المصنوعة من الحجر الصلب، أو الحجر الجيري أو الفيانس، ما بين (1) سم إلى أكثر من (10) سم، كما يتراوح شكلها من الطبيعي إلى شبه الجعران، ومن الخنفساء التي نقشت عليها الأجنحة نقشاً واضحاً إلى الجعران ذي رأس الكبش.
وغالباً ما ينقش البطن أو الجانب المسطح للجعران إما بالكتابة أو بالرسوم تبعاً للغرض المقصود من الجعران. فكثيرا من الجعارين كانت أختاماً تحمل أسم الموظف وألقابة.
كما استخدمت ونقشت على بعضها الأمنيات، مثل: "عام سعيد لفلان"، أو الحكم مثل: "راحة البال خير من الغضب"، وعدد كبير منها يحمل أسماء ملكية نقشت من أجل الصفات التي تعبر عنها فيُعبر الأسم الأول (من-خبر-رع) لتحوتمس الثالث العظيم (ومعناه الحرفي "عسى أن يستمر رع في جلب الحياة").
ويمكن تحديد تاريخ طبقة أرضية أثرية بواسطة الجعارين، عند الافتقار إلى أي دليل آخر، فيستطيع الخبير، بدراستها، أن يحل رموزها وأسرارها ،، وكان هناك استخداما آخر للجعارين من نوع القلب الكبيرة، حيث كانت تعتبر كطلاسم جنائزية، فكانت توضع بين طيات أكفان الموتى أو ترصع بها الحلي الصدرية، فكثيراً ما كانت تنقش عليها الفقرة الثلاثون من كتاب الموتى، التي يوضح بها السلوك المنتظر من القلب السحري أثناء احتفال وزن القلب في يوم البعث عند المصريين القدماء وهي: "أي قلبي، يا أوفى جزء من كياني! لا تقف شاهداً ضدي أمام المحكمة..... لأنك الإله الموجود في جسمي، وخالقي المحافظ على أعضائي".
لجلب الحظ والوقاية من الشرور أختار المصريون نوعا من الخنفساء ليجعلوها تميمتهم الأشهر.